كيف يؤثر السكر على بشرتنا؟
قد تضاعف استهلاك السكر أكثر من ثلاثة أضعاف في مختلف أنحاء العالم خلال الخمسين عامًا الماضية، ويستهلك الافراد في أوروبا وحدها ما معدله 100 غرام من السكر يوميًا وهو ما يعد بعيدًا كل البعد عن توصية منظمة الصحة العالمية بعدم استهلاك أكثر من 25 جرامًا من السكر يوميًا، أي ما يعادل 6 ملاعق صغيرة ونصف من السكر.
وقد يعتقد الكثير من الناس أن استهلاكهم أقل من هذه الكمية من السكر، متناسين المشروبات الغازية والحلويات، والسكريات المخفية التي نحصل عليها دون أن نعي أنها قطع كبيرة من السكر، فقد تصدم وأنت تشرب كوب من عصير الفاكهة معتقدًا أنك تعزز صحتك وتنعش جسمك بكمية السكر المضاف التي يحتويها، أو تتناول بعض أنواع التسالي وتظن أنها خالية من السكر وبعض الصلصات التي تضاف للساندويشات وغيرها، وبالتالي فإن الكمية الإجمالية من السكريات المضافة المخفية في نظامنا الغذائي يمكن أن يكون لها تأثير على دواخلنا، وعلى بشرتنا أيضًا.
إذا قررت الحد من تناولك للسكر على النحو الموصى به في الإرشادات الغذائية، فسوف يفيد صحتك وكذلك صحة بشرتك.
لذلك يوصى باستهلاك ما يصل إلى 10 ٪ من السعرات الحرارية اليومية على شكل سكريات مضافة (وهذا لا يشمل السكر الذي يوجد بشكل طبيعي في الفواكه والأطعمة الأخرى)، والأفضل من ذلك هو تقليل هذه الكمية إلى النصف، يعد هذا بالطبع اختبارًا صعبًا، لكن النتائج تستحق الجهد المبذول.
السكر الزائد يكون مركبات ضارة
وفقًا لتوضيح طبيب الأمراض الجلدية الأمريكي الدكتور جويل شليسنجر "الوجبات الغذائية الغنية بالسكر تؤثر على صحة البشرة من الداخل وتنعكس إلى الخارج، إذ ترتبط جزيئات السكر ببروتين الكولاجين والإيلاستين في الجلد خلال عملية تسمى glycation فتكون منتجات نهائية ضارة (منتجات نهائية متقدمة للجليكوزيل)، ختصر باسم AGE".
تتجلى الآثار السلبية لـ AGE في الشيخوخة المبكرة ومشاكل الجلد عامةً إذ يشرح الدكتور شليسنجر الامر بـ: "يمكن رؤية الضرر الناتج عن المنتجات النهائية AGE على هيئة الخطوط الدقيقة والتجاعيد، وفي بشرة نحيفة شاحبة. يمكن أن تمنع أيضًا تكون الكولاجين والإيلاستين الجديد، مما يمنع الجلد من التعافي طبيعيًا."
كما أكدت العديد من الدراسات أن النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة عالية من السكر في الدم يمكن أن يسبب الطفح الجلدي، وهذه الأطعمة التي تؤثر على الارتفاع السريع لسكر الدم مثل الحلوى والخبز الأبيض والمعكرونة البيضاء والكعك الحلو والمالح والمشروبات السكرية وما شابه ذلك. من خلال رفع نسبة السكر في الدم بسرعة، فإنها تحفز أيضًا الهرمونات التي تؤدي إلى تكوين دهون زائدة، وبالتالي حب الشباب.
ما الحل لوقف تأثير السكر على البشرة؟
بالطبع الحل ليس الاستسلام، ولكن اتخاذ قرارات صائبة!
إذا لم تستطع مقاومة تناول الحلويات، ينصح الدكتور شليسنجر باختيار السعرات الحرارية التي تلائم البشرة : "اختر الشوكولاتة التي تحتوي على أعلى نسبة من الكاكاو، مما يعني أنها تحتوي على نسبة أقل من السكر، اختر العصائر من الفواكه الطازجة الخالية من السكر المضاف والتي تحتوي على كميات أقل من سكر الفواكه أيضًا ، انتبه الي محليات الأطعمة التي قد تبدو صحية، فقد تجد مكتوبًا على ملصقات المكونات لبعض الأطعمة أنه يحتوي على السكروز، أو شراب الذرة، أو العسل وجميعها أسماء متنوعة للسكر المضاف ينصح بتجنبها.